Glitter Chinese New Year - http://www.chinesenewyeartext.com
Happy Chinese New Year

تقديم بقلم : أ عبد الرحمن البجاوى


مصـــر الـــتي
تقديم/ عبدالرحمن البجاوي
تتوالى الإبداعات الشعرية التي تعبر عن وجدان الأمة وخطواتها وأنغامها التي تتغنى بها في رحلة الكفاح من مشرق الفجر وخطواتها حتى العودة إلى مناجاة الأحلام في عالم يتساوى فيه الخلائق من كل مكان ومن جدنا آدم إلى أحفاده في روضة العمر الملآن بالعظة والاعتبار والأمل البسام.
وهذه المجموعة التي بين أيدينا لشاعرة تغني بصدق وإشراق وتهدي نبضاتها إلى مصر التي يعشقها الملايين ، وإلى أبنائها السائرين على درب الكلمة الشريفة ، وخاصة بعد الثورة السلمية الكبرى التي فجرها الشباب في الخامس والعشرين من يناير سنة 2011 ، ولا تزال تدق طبولها مثل المسحراتي الذي يوقظ النيام للقاء القاهر القادر العلام ذي الجلال والإكرام.
وشاعرتنا أ. د ميرفت محرم قدمت منذ عامين مجموعة شعرية كتبت بالفصحى والعامية تحت عنوان (بهجة الروح) التي لاقت صدى كبيرًا في نوادي الأدب وعلى جناح الأثير ، ولا تزال ببهجتها تغرد في عالم الشعر والشعراء ، معلنة أننا نعشق الحب الإلهي وحب الوطن والمواطنين وحب الطبيعة الصامتة والناطقة ، وحب العمل وتقدير الأسرة والأمومة وحب رسول الله - - وقد كتبتها الشاعرة بلغة وسطى بين الفصحى والعامية مع موسيقى رائقة وخيال فطري وقد اختارت عناوين منها : تحية لمصر ، حلمي ومنايا ، الشباب المسحراتي ، الرضا ، مصر عشقي ، انكسار عصفور ، الزمان اللي عشته ، مصر الغالية فضلاً عن العنوان (مصر التي) التي منها :
حلمي تكون الكنانة
            في الزمن هية
في عيون جميع البشر
            ألف ومتين مية
تمسك نجوم السما
            وتمللي مرزوقة
ولا تبقى يوم في الزمن
            واقفة ومزنوقة
ولا شك أن حب مصر يتردد في كل صفحة ، ونطالع خيراتها في كل ما تقدم من زروع وثمار ، وفواكه وأطيار ، وتشدو باسمها قائلة :
يا غالية قطنك عجب
            بخيوطه دفَّاني
زرعك وكوز الذرة
            والقمح غدَّاني
إنها كلمات بسيطة لكنها ترسم لوحة تكشف عن عظمة مصر التي يختال فيها النيل منذ آلاف السنين ، وعلى ضفافه حقول القمح والذرة وزهور الياسمين ، وكيف حدث للقطن ما حدث مع أنه دفء لنا منذ أيام محمد علي (1769 – 1849) وحتى أواخر القرن العشرين، وإننا لنعجب من صورة النحلة التي تعطي الشهد ولكن لسعتها شفاء فتقول الشاعرة :
بحس إنك جوايا
            وبتقرصيني بحنية
وحتى لو بتخاصميني
            وقرصتك برضك لية!!
ومع حب النبي الذي يملأ قلوبنا وترتقي أرواحنا وتصلي عليه آناء الليل والنهار ، ولا تغفل عن ذكره حيث أحيانًا بعد الموات فتقول:
بحب سيدنا النبي
            والحب فيه درجات
واللي يحبه النبي
            هو اللي عدى وفات
فهذه كلمات بسيطة لكنها تحمل معاني لعشاق رسول الله الذي علمنا بقوله : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده والناس أجمعين».
ومع أنفاس الفل والياسمين نقرأ للشاعرة د. مرفت :
يا جنينة سرك إيه قولي
            دنا ف ورودك أستعجب
وحبي للورد واخدني
            ويسرني لو كنت حزين
والحب للزرع يعلمنا أن نسبح في نسيمه الميمون ، وحب المياه الرقيقة مع انطلاقة الدنيا الباسمة يجعلنا منشرحي النفس فتقول :
الدنيا بسمة وغنيوة
            شايلة التفاريح
والمية بتقول لي برقة
            من غير تصريح
دا الدنيا حلوة وبسيطة
            ما فيهاش تعقيد
وحب البيئة الزراعية يكشف عن اهتمام الشاعرة بما حولها – فضلاً عن تخصصها – من ينابيع وزروع ورياض وخيرات وهبها لنا الرزاق ومع انتفاضة 25 يناير وثورتها السلمية وقدرة شبابنا على مواجهة الصعاب والتغني بعبارة «الشعب يريد إسقاط النظام» وقد أراد الله أن تتغير مصر بعد أن سقط منها شهداء يزيدون على سبعمائة شهيد رفعوا رءوسنا جميعًا ولا نملك إلا الانحناء لهم والدعاء للمولى أن يتغمدهم برحمته ، ويلهم آلهم السلوان ، وتقول الشاعرة لأم الشهيد:
أمي يا جندي مجاهد
            في الزمن بأمان
كتب التاريخ وقفتك
            ثابتة في كل ميدان
وصخر سينا نطق
            كبر بكل أذان
لا عاد قصادك عدو
            والصعب لاجلك هان
تحية إلى الشاعرة د. مرفت محرم بصدور ديوانها الثاني عن مصر التي تعيش فينا ونعيش فيها ، ومزيدًا من العطاء والإخاء في بحار الكلمة المعبرة بلغة الشعب الذي غسل وجه الكنانة حقًا بعدما عانى من القناصة وراكبي الجمال ونحن نردد مع شاعرتنا لله :
أنت الحنان والرضا
            وانت الجمال والقول
نجحني في الامتحان
            عندك ولو مقبول
ياللي جعلت الحبيب
            زادي وزوادي
ومالي واللي أملكه
            والدنيا وأولادي
مع خالص التقدير لهذا العطاء الوجداني في مصر الحرية والديمقراطية.
أ/ عبدالرحمن البجاوي
عضو اتحاد كتاب مصر
نائب مدير نادي الإبداع بالمنوفية
10/4/2011